و تمضي بنا الثواني مشكلة بدربها الدقائق و الساعات
لتغزل منهم الايام و الليالي
ايامٌ علمتنا ان الحب ليس هو مجمل الحكايا
و ان هناك بعد لا يمكن ان نراه مالم نخض تجارب الحياة
ليالي موحشه بارده لا يمكن ان تدفا
رغم نار الحب المستعره بافئدتنا
و لان الواقع ينفي كل شفافية الخيال
لابد ان يدب الخلاف بين اي شخصين
مهما كانا متوافقين
الا يقولون بان الشجار هو ملح الحياة
؟
لكن ذلك الملح انهكني
حتى بت اهرب بالنوم من الواقع
صرت انام خلال النهار
و طوال الليل
لم اكن على طبيعتي
جاسم احس بذلك
و لكنه آثر ان يدع لي المجال للراحه
يوم
اثنان
ثم خاف علي
اجبرني ان نتواجهه
اراد ان يكلمني
يحدثني
يهديني الامن و الامان
علني استكين له و ابحث الراحه باحضانه الدافئه
الغريب بانني اشمئز منه
اكره صوته و نفسه
رائحته باتت نتنه لا اطيقها
لم استطع تحملها
اصابني دوار هائل
اهتزت الارض تحت قدمي و اسود العالم من حولي
كل ما اذكره هو صوتك القادم من النفق الاسود العميق
تناديني بهلع و خوف المحبين
عادت الالوان تدريجيا
و عادت معها الاشكال
احساسي بالحياه
كنت تحتضني بقوه كانك تحتويني
تحميني من الهواء
حين احسست باني قد عدت اشعر من جديد حملتني لاقرب طبيب
و بشرنا بالخبر السعيد
رفرف السعد علينا و حملنا الى عالمٍ جديد
قربنا هذا الحدث لبعضنا
وجدنا حلماً جديد
وسط هذا الاحساس
انغرس بقلبي شعورٌ كالفاس
امي
احتاج لامي
احتاج لفرحة اهلي لي
كان يجب ان اخفي احساسي هذا عن جاسم
فانا لا اود العوده للصراع
انتهزت فرصة غيابه لقضاء بعض الاعمال
و ذهبت انشد اهلي
استعطفهم و ارجوهم الرحمه
و اهديهم فرحتي بالنبض اللذي ينمو باحشائي
اهديهم بسمة الروح الشقيه لابنتهم المدلله
طرقت سبل الوصال
و لكن هذا الخبر لم يغير موقفهم
فقد بينو انا هذا الشيء ليس من شئنهم
و من اكون انا لهم
خرجت و الحسرة تاكلني
ندمٌ ينهشني
ماذا فعلت بنفسي؟
وصلت للمنزل
و احسست بنزيف يخنق روحي
و جرحٌ يجرح احشائي
نزفت دما
كنت اتهاوى و قبل دقائق من انهياري
جاءني جاسم و كانه حارسي الحامي
حملي على الفور لاقرب مشفى
و انقذو فرحتي القادمه من الغرق
منذ تلك اللحظه
عرفت معنى الامومه
و فكرت بامي
تسائلت من اين جاءت بتلك القسوه علي؟
و لكن وسط تلك الافكار
تخيلت بان اللذي باحشائي قد كبر
و اهديته من عمري كل شيءٍ جميل
و
ارخصت له الغالي و الثمين
و تمنيت له الافضل
فعصاني و استكبر
و اختار ان يبيعني ليشتري بثمني فرحة له
بكل انانيه
!!
الان علمت من اين جاءت تلك القسوه
و انجبت طفلي الاول
لم اجرؤ حتى على اقتراح اسم والدي له
لم استطع
و مضت بنا السنين
و ازداد عدد اطفالي الى اربعه
بنتان و الاخرين من البنين
و ازدادت خلافاتنا
بتنا نجرح ارواحنا اكثر
حتى جاء اليوم الذي صرخ بي جاسم
" انتي اصلا رخيصه بعتي اهلج عشان غريب "
كانت صدمه كبيره بالنسبة لي
لم اتصور بان تضحيتي هي سلاحٌ ضدي
يفجرني
بعد ان نطق بهذه الكلمات صمتنا
و كاننا قد صدمنا بالكلام
و كانني لم افعل ما اتهمني به
و سقطت دمعه صلبه من عيناي المتحجرتين
اقترب مني جاسم
احتضنني
تاسف
و حاول ارضائي
" ما قصدت و ربي ما قصدت "
بكى امامي ندما على ما قال
لم يكن امامي الا ان ارضى
فانا وحيده بهذا الكون
تعلمت كيف ارضخ
باتت اغلب شجاراتنا تنتهي بمثل هذا الاتهام البشع
و باعتذار منه لي
مع الايام بدا ينسى ان يعتذر
و بدات انا اقبل الاهانه
ذات صباح
استيقظ و اتلقى خبر وفاة ابي من الجريده