Tuesday, April 14, 2009

وسط نجوم الفضاء

الجزء الثاني من سهام النور



غيوم الحب غلفتنا بضباب فواح
غيوم اشعة الفجر حين احيانا بضوء في الافق لاح
غيوم السكينه و السكنا و الانتماء
غيوم الغت قوانين الحياة
و نسفت وجود بقية الاحياء
غيوم المطر اللذي يروي الارواح و الاجساد
كان مطرا يروى المطر
و خفقات قلبٍ انتفض بانتظار الوعد المنتظر
غيوم خلطت الشتاء بالسماء
و اهدت الصيف ثلجاً و لقاء
نثرت الربيع على الشواطئ
و رسمنا الحب وسط نجوم الفضاء
غيوم اعمتنا عن الواقع
فصلتنا عن الوقائع
تلبددت الغيوم
و ازدادت
و رشفنا عذب الاحلام بكاس دنيا الخيال


ثم انقشعت الغيوم فجاه
صحونا على يوم مليء بالحياة
ينبض بشمس الحقيقه
و يهديني مر الاشتياق
يمرر بعيني صور الاهل
و يجعل عقلي يمشط شريط الذكريات

من انا؟
هل انا سهام
؟
ام انني اضعتها مع الاهل و الاصحاب
!
و بدأت بالانهيار
بدأ الخيال ينهار امام الحقيقه
و بدأ الالم ينهش كل ابتساماتي
اركض باروقة الدنيا
ابحث عن نفسي
اعود الى الوراء
اسال اهلي عني
؟؟؟؟؟؟
اهلي
اجل اهلي
هم اهلي
يجب ان استميحهم العذر
يجب ان اعود لكنف الدفء و العز

و اعود و انا امسك بين اضلعي قلبا ينفض اشتياقا لهم
اعود لاستميحهم العذر على ما سببته لهم
اطرق الابواب الموصده
و ارجو الاسوار العاليه
تصفعني برودة الجدران
و نظرة ابي و امي الي
و كانهم ينظرون للعدم
اقبل الاقدام
و لا اجد اي جواب
و حين اقول لهم انا سهام بنتكم
لا اجد اي ردة فعل
و كانني مسحت من عقولهم و ابصارهم و الافئده
كانت ردة فعلهم كافيه و بليغه جدا
فقد اوصلو لي الرساله اللتي لم استوعبها قبل الان

ليس لي اهلٌ بعد هذا الزواج

فتبدء شلالات الحزن بالتساقط من اعلى قمم روحي
لتهوى على جروحي
تجرح الجروح بماء تحول الى سيوف
و يضمني دفء الشمس الحنونه
يروي برد الشتاء المريض
شتاءٌ سكن نفسي العليله

ميخالف يا حياتي ان شاء الله مع الايام يرضون

كانت تلك كلمات جاسم يحاول ان يهديني
كان بجانبي عند كل انهيار
و عند كل انكسار
بعد كل محاولاتي
طرقت الابواب
و سلكت الطرق البعيده و القريبه
و لكن لا جواب
و من تعطف علي برد
كان رده بان سهام قد ماتت

حب جاسم لي هو البلسم للجروح الداميه
و وجوده الحنون يروى برد نفسي دفئا
انتثر لي تفهما و احتواء
حاول ان يكون الكون
و ان لا اشعر بالاغتراب

و لكن السؤال يون بالعقل
من انا؟
هل انا سهام؟!؟
سهام هي موروث من اجداد و كيان
سهام هي ما عليه الان بسبب تربيه و غرس
انها مجموعة ذكريات
ان تخلت عنها ستكون قد تخلت عن ذاتها
و لا يستطيع الفرد ان يتخلى عن ذاته
ام انها قد فعلت ذلك بكل غباء
تخلت عن اهلها
فتخلت عنها سهام؟

وسط نحيبي و بكائي
و صبر جاسم على ذلك
اكتست ايامنا باللون الرامادي الميت
حيث تتساوى كل الامور
بقي جاسم صبورا معي
و لكن ان صبر شهرا
او شهورا
فلن يصبر دهرا
هذا ما تعلمته باقسى الطرق
كالعاده
انهار فجاه
و اسيل السيول من الاشتياق
كان جاسم عائدا من العمل
يجدني بتلك الحاله
لم يقترب مني كالعاده
و لم يحضني ليخفف الام جرحي
بل زفر باشمئزاز

" و بعدين و يا هالحاله شهالعيشه اللي انا عايشها "

لقد مل جاسم من حنيني لاهلي
و بدا يصرخ بي
فتعلمت كيف اخفي حنيني لاهلي عنه
ارسم البسمه على محيا جسدٍ شوهه الضياع
ارقص فرحا على دمع الجراح
و انتثر اشراقةً رغم انني اهدد بالانطفاء