Friday, September 11, 2009

هل الاحلام تعيش بالواقع؟

الجزء الثالث من نبض الايام


كانت امي تستعد للمغادره
فغار قلبي
الى اقصى اعماق الحزن و الكرب
سافتقد مصدر الحياه
سانتهي بمجرد ذهابنا
لا اعرفه
و لا يعرفني
كيف السبيل الى الوصال؟
اسودت بي الدنيا
حتى بت لا ارى شيئت سوى السواد
لا
لقد فقدت الوعي فجاه
اشعر باني ادور بدوامه ضخمه
تختلط بها الالوان و الاصوات
كانني اسمع صوت امي
و صوت اختي ايضا
و هذا صوت عمتي
زوج عمتي
و صوت جديد


"انوار يمه ردي علي"
"انوار انوار"

" يلا دكتور لا تفشلنا"
"ههههههه عمي شفشلك ما فيها شي بس داخت"
"متاكد؟؟"
كانت تلك اختي تساله باصرار
تكمل عليه امي
" يا وليدي تاكد ترى هذي بنيتي "
" خالتي الله يخليها لج و اهي الحمد لله نبضها سليم و الضغط زين بس اذا تبون تتاكدون سوو لها تحليل دم باجر"
افتح عيناي
يؤلمني النور
و يخيل لي بانني ارى عيناه
!!
لا يمكن
لابد انني لازلت مصابه بالدوار
و اتخيل الامور
" الحمد لله على السلامه"
قالها و ابتسامه شقيه تلوح على شفتيه
و غمزه لها معاني كثيره وجهة الى
" طبيب؟ "
"للحين ادرس"
تضمني امي و اختي
و ابقى انا اسيرة لعينيه
يطمئنني بانه سيجدني
فابتسم و اخبا وجهي خجلا باحضان امي و اختي


التقينا بعدها
عرفت ان اسمه ناصر
يدرس بـ كندا الطب
و عرف انني طالبه ثانوي
كانت صدمتي انه سيسافر لا يعادلها شيء
و لكن
علمني ان التواصل لا يحده مسافات في هذا الزمان
و بالفعل
بت على تواصل تام معه
كان يعيش معي يومي
و اعيش معه يومه
انتظر العطلات الصيفيه او كريسماس ليعود الي
و كان هو رجل من الاحلام


سؤال يطير بالخاطر
ليه القلب كل ما قلت شي
صرخ يقول لك حاضر
انت تامر
انت تامر
و انا بالشوفه
بكل وقت حاضر


و تخرج
كنت اول المبشرين بانه نال درجة البكالريوس في الطب
و كنت قد انهيت لتوي دراستي بالثنويه
اتفقت معه انني ساكمل دراستي معه بـ كندا
حيث انه ينوي الاستمرا لنيل درجة الماجستير فالدكتوراه

قبل رجوعه للبلاد
قرر ناصر ان يذهب رحله لسياتل كمكافاه لنفسه
و قد ذهب مع اصدقاءه

لم اكن اريد ذلك
و قد تجادلنا بصدد هذا الموضوع
و كان ذلك اخر جدال بيننا


لاستيقظ في احدى الصباحات المشرقه
على خبر وفاة ناصر

و تطفأ انوار الحياه
و يكون من سخرية القدر على
بان اسمي انوار
انوار و انا مطفيه
و اجتر المي
لاذهب لاعزي ذويه
لاعزيهم و انا اعلم وحدي
بان العزاء يجب ان يكون لي
وحدي
انا
لانني انا من بت وحيده بهذا العالم
الكبير
حيث اشرقاته
تحولت لطعنات تجرح ناظري

و ابدا بكتابات رسائلي اليك
و ابثها عبر عباراتي
لتجتاز الحد الفاصل بين الحياة و الموت
اتسمعني؟

اندم احيانا بانني عرفتك
فاقول
"
ابي قلبٍ ما نسم هواك
يسير هناك و لا همه لقاك

"

و اعود احيانا لاعلن انك الافضل
لارسل اليك
"
تدري شنو مشكلتي بالحياة
؟
بكل بساطه انك افضل ما بهالحياه
انك انت انت
مالك شبيه
و لا حتى لمستواك ند او قريب
انت الحياة
و انكتب علينا الضياع
بدرب الفراق
مشكلتي انت
صعب علي ما انسمك
ما اعيش نبض هواك
احسك عن بعيد
و تحتاجني بكل وقت
تصرخ باسمي
و اسمع صدى صوتك بالوريد
"

و استمر بارسالي الرسائل

هل تصل اليك؟
و ان كانت تصل
لماذا لا تجيب علي
!!